كان حبيبي و كان مناضل..كان شايل جرح الوطن.. و بينزف منه اللي فاضل.. كان بيجمعنا قضية.. زارعها فيه و حاصدها فيَّ.. و ساقيها من غير غصون.. كان نضاله و حبه جنون.. كان بيقوللي إنه راسم من ملامحي حتة حرة في السجون.. و إني فيَّ شيء يخلي كل شيء ما كان يكون.. كان بيقوللي إني جنة.. و إن احلامنا و امالنا.. جوه عيني بيلمعوا.. و إن لو يوم فشلنا و ملقناش رد لسؤالنا.. كفاية عيوني يدمعوا.. يمسحوا كل الألام.. لسة بيرن الكلام.. كان حبيبي و كان امل ..حلم عمره ما اكتمل.. مهما ليه أكون قربت.. كان بيقوللي رغم الرصاص.. عمري ما بغير عنيكي اتصبت.. كان البعد بينا قصاص.. ييجي فثانية بأمر ضبط.. كان حبيبي و كان كفاح.. طير في السما من غير جناح.. ملوش غير النصر سيرة.. كان بيقولي مهما فكره حرر ألوف.. جواه حاجة ليَّ اسيرة.. و انه بينسي معني الخوف .. أما امسك ايده في مسيرة.. كان حبيبي و كان هتاف من الظلم عالي و غضبان .. صحيت فيوم لقيته جرافيتي بتاريخ و كلمة عالحيطان.. و الحيطان ملهاش هوية.. كان حبيبي و كان.. حرية
مفيش غلطة في الدنيا الحياة بتقف عندها.. مفيش حد ” حياته بتدمر ” مفيش حد ” مستقبله بيضيع ” مفيش ” نهاية ” .. أي إنسان مهما غلط ممكن يتغير.. مفيش حد على وجه الارض مفيش منه امل.. حتى الإنسان الظالم بيبقى اصله إنسان مظلوم.. حتى البطل الشرير لو الكاميرا غيرت الزاوية اللي بتصور منها ممكن يبقى البطل الطيب.. احنا بنشوف الإنسان كما هو.. فصورة.. فموقف.. فكلمة.. لكن مش بنشوف تاريخه.. مش بنشوف اللي مر بيه.. مش بنشوف احساسه.. معندناش وقت نحلل تصرفاته و نفهمها.. لكن عندنا وقت نحكم عليها.. في البرازيل ابتدوا يطبقوا قانون إن مدة السجن تقل على السجين مع كل كتاب يقرأه.. نفسي فعلا يطبقوا مثل هذا القانون في مصر.. لأن اللي اتبني جوه إنسان في سنين ممكن العلم و الانسانية يغيروه في أيام.. ساعدوا انفسكم و ساعدوا غيركم على التغيير.. لا يوجد شارع للخطأ ليس به ” U Turn ”.. دائما في سبيل للرجوع.. ما دام الهواء يدخل و يخرج من رقتنا إذا يوجد فرصة ثانية لكل شيء.. لا تيأسوا و كونوا على يقين ان الإنسان مستحيل يستقبل ” حب ” و لا يشعر.. مستحيل يستقبل ” تفهم ” ولا يفكر.. مستحيل يتنفس في مكان فيه ” عدل ” ولا ينقي الهواء بداخله.. الإنسان.. يستحق المحاولة 🙂
أعذريني.. إن أنا كنت كل حياتك.. و إنتي يادوب واحدة فالصف.. فصل في كتاب محطوط عالرف.. فضلت سنين شايلك على جنب.. أعذريني و متحسيش ولا يوم بالذنب.. أنا كنت بطلع فيكي عيوب عشان بس ابرر تقصيري.. كنت بحبك بس بخاف يتحدد وياكي مصيري.. كان اخلاصك ليَّ غريب.. سنين عاجز قدامه تفسيري.. كنتي بتفرحي وقت اقابلك و تنسى إزاي ميت مرة أنا سبتك.. كنت بالومك إنك جيتي.. مع إننا عارف إن أنا جبتك.. كنت طايش أوي و مغرور و فاكر إني اكبر من تجربتك.. ماكنتش عارف إن هييجي يوم تنسيني و تشوفي اسمي و ماتروديش.. ماكنتش عارف إن فيوم هاقولك اشوفك و ماترضيش.. هتحبي و تعيشي حياتك و أنا وحدي مش قادر أعيش.. و بموت من بعدك مالوحدة.. و مش حاحلم إنك تزوريني.. بس ارجوكي.. أعذريني
لو أنا ضد الشماتة في الموت أبقى شايفة إن مبارك مش مجرم؟! لو أنا ضد اعتصام العباسية أبقى أنا شايفة ان الثوار بلطجية؟! لو أنا مانتخبتش مرسي أبقى خايفة على البكيني؟! لو أنا ما ستخدمتش شعارات أنا لا أعمل بها أبقى مش وطنية؟! و مستغربين ليه الثورة مش قادرة توصل للناس ؟ مستغربين ليه الناس بتكره الثوار و اسلوبهم ؟ السياسة لعبة قذرة و لن تكون يوما قضيتي.. أنا قضيتي الإنسانية و مبادئها.. كونوا بمبدأ و توقفوا اصدار الاحكام على ناس.. كفانا سطحية.. كفانا تدني .. الثوري فيكم هو من يساعد اطفال الشوارع.. من يستوعب ان الجيل القادم هو مستقبل البلد.. من يعلم.. من يعطف.. من يحترم انسانية الاخرين.. من يعمل في السر و العلن من اجل هذه البلد.. من يكون رمزا للخير.. للاسف احنا في مصر فاهمين الثورة غلط.. الثوري عندنا هو من يشتم اكتر في النظام.. هو ده اللي بنسقفله.. لكن افعالنا صفر.. حتى هذه اللحظة نحكم على بعضنا بجهل و يستهوينا ان نمشي مع التيار حتى ننال اعجاب الناس و ناخد كام ” Like ” على كلامنا.. أما المبادئ.. فعند أمه يا ادهم
ستفرح بنا كثيرا جمعيات الرفق بالحيوان عندما تري ان في مصر الحيوان قد يعامل افضل من الإنسان لو ” ظروفه ” أحسن و ينتمي لعائلة ” كلاس ” أكتر.. لماذا على هذا الولد ان يري الكلاب لها مكان على طاولة في مطعم لا يحلم ان يخدم فيه ؟ لماذا على هؤلاء الاطفال ان يتأكدوا كل يوم انهم لا ينتموا لفصيل ” البني ادمين ”.. ثم نلومهم حينما يتصرفوا بدون انسانية.. جميعنا ولدنا ملائكة.. لم يولد إنسان على وجه الأرض يحب الشر و جريمة.. لكن ولدت مجتمعات تصنع وجوب الجريمة نتيجة القهر و الظلم.. كل طفل في الشارع تشمئز منه و تسخر منه انت تشارك في صناعة بلطجي في المستقبل.. كل طفل في الشارع تتجاهله و تزود بنزين عشان يبعد عنك و متشتريش منه مناديل” بجنيه ” هتزود بنزين بعد كام سنة عشان تجري وراه أما يسرقك.. كل طفل من هؤلاء.. إن اصبح جاني سوف اظل اسميه ضحية.. لأنه كما في الصورة امامكم.. يولد .. ثم لا نعلمه فيصبح جاهل.. ثم نعامله بتكبر فيصبح منبوذ.. ثم نهينه فيصبح عدواني.. ثم نطالب بحبسه و اعدامه لانه خطر على المجتمع. السنا جاحدين ؟!
ما يعجز الكلام عن وصفه.. تستطيع الموسيقى التعبير عنه.. الموسيقى مش نوتة.. مش أوضة مليانة كراكيب و تراب في المدرسة.. الموسيقى طريق.. الطريق الوحيد اللي ممكن يخليك تزور بلدك من غير ما تسافر.. تشم ريحة بيتك و إنت متغرب.. تتكلم مع حد وحشك من غير ما تقابله.. الموسيقى مش تكنيك على الآلات.. الموسيقى اصلها جوانا.. اصلها قصصنا و احساسنا و احلامنا.. دايما بتربطنا ببعض.. دايما مسافرة.. تقدر تسمع منها صوت الرصاص في فلسطين بدون ما تتصاب.. و تشوف فيها ضحكة طفل في سوريا مفيهاش خوف.. الموسيقى انسانية.. لغة مش محتاج تاخد ” كورسات ” عشان تفهمها.. مش محتاج ” اكسنت ” عشان تتكلمها.. مش محتاج غير إنك تكون إنسان.. إنسان و بس..
اخجل كثيرا اننا نحيي و نتنفس و ننام و ناكل و نضحك و يوجد من ضحوا بحياتهم من اجلنا.. رحلوا و نحن نظن ان هذا واجبهم.. رحلوا و نحن لا نعلم ماذا تركوا وراءهم.. لا نعلم من يشتاق اليهم و من لم يتحمل موتهم.. هذا الرجل هو اللواء محمود عادل سلامة.. اخذ هذه الصورة أثناء قيامه بعملية تمشيط لاماكن تهريب سلاح للجماعات الارهابية.. اخذ هذه الصورة و هو ذاهب لحماية هذا الوطن تاركا في بيته زوجته و ابنته و ابنه الذين لم يقلوا عنا احتياجا له.. اخذ هذه الصورة و لم يكن يعلم إنها الاخيرة.. و إنها كل ما سيتبقي لأولاده كي يتذكروا ملامحه.. من فينا كان يعلم عن هذا البطل ؟ لا أحد ! لأن الابطال الحقيقيين ليسوا من تنشر صورهم.. ليسوا من يأخذوا الجوائز.. ليسوا من تصنع من قصصهم الافلام و الروايات.. لا.. الابطال الحقيقييين هما هؤلاء.. المجهولين.. الذين يموتوا كل يوم من اجلنا و لا نعلم عن اسمهم حتى.. لا يعلم عنهم سوى ربهم و اهلهم الذين لم يبحثوا عن شهرة أو مقابل.. انظر الي هذا الرجل جيدا و اعلم انه مات لتبقي انت في حضن والدك في امان.. و بقيت ابنته مريم محمود عادل سلامة في حضن صورة.. و ذكري.. لن تموت.
يعجز الشكر و الكلام.